نُسلّط الضوء اليوم على قصةٍ استثنائيةٍ تجسدُ معنى الإصرار، والتغلب على الصعاب إنها قصة المستشار الدكتور عبدالعزيز سنوسي عيد أبو جنيش

نُسلّط الضوء اليوم على قصةٍ استثنائيةٍ تجسدُ معنى الإصرار، والتغلب على الصعاب، وتحقيق الحلم رغم قسوة الظروف. إنها قصة المستشار الدكتور عبدالعزيز سنوسي عيد أبو جنيش، ابن القبائل العربية الأصيلة، من مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة.

وُلد في أُسرةٍ بدوية فقيرة تعمل برعي الأغنام، لم ينل قسطًا من التعليم في طفولته، وعاش سنواتٍ طويلة حالمًا بأن يكون يومًا طالبًا على مقاعد الدراسة. لكن الإصرار لا يعترف بالعمر، والطموح لا يتوقف عند حد.

بدأ رحلته التعليمية في سن الخامسة والثلاثين، بحصوله على شهادة محو الأمية، ومنها انطلق في مسار تعليمي طويل، لم يتوقف فيه عند أي حاجز أو تحدٍّ.

رسب أربع مرات في الثانوية العامة بمادة واحدة (الإنجليزية) باعتبارها لغة غريبة على محيطه البدوي خاصة و أنه تقدم في العمر، لكنه واصل، حتى حصل على الشهادة، فالتحق بكلية الحقوق – جامعة مدينة السادات، وتخرج بتقدير جيد مرتفع، ليبدأ بعدها مشوار الدراسات العليا.

حصل على دبلومتي القانون العام والقانون الدولي العام، ثم اجتاز التمهيدي دكتوره ثم سجّل رسالة الدكتوراه في القانون الجنائي في منتصف الـعام 2025، ليصبح محاميًا ومستشارًا، وقبل كل شيء، مصدر إلهام لكل من ظنّ أن القطار قد فاته أو أن الظروف أقوى من الأحلام.

لكن قصة الدكتور عبدالعزيز لم تكن قصة فرد فقط، بل كانت قصة مجتمع، فقد كان سببًا مباشرًا في إلحاق أكثر من 17 فردًا كبار من عائلته بالتعليم، وفتح باب العلم للبنات في بيئة كانت ترى في تعليم الفتيات أمرًا ثانويًا بل معرَّةً؛ فحصلت ابنته على (كلية الدراسات الإسلامية و العربية قسم شريعة إسلامية)

و انتظمن جُلَّ بنات أقاربه في التعليم العام و الجامعي.

إنه اليوم أبٌ لـ 14 ابنًا وابنة، جميعهم نالوا حظهم من التعليم، وسيرته أصبحت عنوانًا للفخر، ودليلًا على أن العلم طريق لا يُغلق إلا بالاستسلام.

نحيّي الدكتور عبدالعزيز سنوسي عيد أبو جنيش، ونقول له: لقد زرعت فأثمرت، وكافحت فألهمت، وعلّمتنا أن لا يأس مع الإرادة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم