أحمد وائل مصطفى.. معلم الكيمياء الشاب الذي جمع بين الأزهر واليوتيوب

 

أحمد وائل مصطفى.. معلم الكيمياء الشاب الذي جمع بين الأزهر واليوتيوب

في زمن يبحث فيه الطلاب عن قدوة قريبة منهم تفهم لغتهم وتستطيع أن تُبسّط لهم العلوم المعقدة، يبرز اسم أحمد وائل مصطفى، الطالب بالسنة الأخيرة في كلية التربية – جامعة الأزهر (شعبة الطبيعة والكيمياء)، ليكون نموذجًا للشاب الطموح الذي اختار أن يترك بصمة مبكرة في عالم التعليم.


ولد أحمد في أسرة مصرية بسيطة تؤمن بقيمة التعليم، فكان منذ صغره مولعًا بالعلوم وخاصة الكيمياء، حيث وجد فيها لغة الحياة التي تفسر كل ما يحيط بنا من ظواهر وأحداث. ومع دخوله كلية التربية، أدرك أن رسالته لا تقتصر على التعلم فقط، بل على التعليم ونقل المعرفة، فقرر أن يجمع بين دراسته الأكاديمية وشغفه بالشرح والتبسيط.


التدريس.. بداية الطريق


بدأ أحمد مسيرته العملية في التدريس مبكرًا، حيث تخصص في شرح مادة الكيمياء لطلاب الثانوية الأزهرية والعامة. وبفضل أسلوبه البسيط ولغته القريبة من الطلاب، نجح في أن يحوّل الكيمياء من مادة معقدة إلى رحلة ممتعة يفهمها الطالب ويستمتع بها. وكان دائمًا ما يربط بين المفاهيم العلمية والحياة اليومية، ليُثبت أن العلم ليس مجرد معادلات على الورق، بل واقع نعيشه في كل لحظة.


مبادرة "كاد المعلم".. أول عمل أكاديمي


لم يكتفِ أحمد بالتدريس التقليدي، بل فكر في دور أكبر يمكن أن يقدمه للمجتمع التعليمي. ومن هنا وُلدت مبادرة "كاد المعلم"، التي تهدف إلى دعم وتأهيل طلاب كليات التربية وإتاحة الفرصة لهم لاكتساب خبرات أكاديمية حقيقية قبل نزولهم إلى سوق العمل.

المبادرة كانت بمثابة أول عمل أكاديمي له، لكنها حملت روحًا مختلفة، حيث جمعت بين التدريب العملي، وتنمية المهارات، وخلق مجتمع شبابي واعٍ بقيمة مهنة التدريس.


ما وراء العنصر.. الكيمياء على طريقة اليوتيوب


مع انتشار المحتوى الرقمي، أدرك أحمد أن تأثيره لن يكتمل إلا بالوصول إلى الطلاب عبر المنصات التي يقضون عليها معظم وقتهم. فقرر إطلاق سلسلة "ما وراء العنصر" على يوتيوب، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا بين الطلاب ومحبي العلوم.

السلسلة لم تكن مجرد شرح تقليدي، بل رحلة إبداعية تهدف إلى تبسيط العلوم وربطها بالحياة اليومية، من خلال قصص وأمثلة واقعية تجعل الكيمياء قريبة من الطالب أكثر من أي وقت مضى.


حلم الكتاب ومعرض القاهرة الدولي


رغم إنجازاته المبكرة، لا يزال أحمد وائل مصطفى في بداية الطريق. لكنه يحمل حلمًا واضحًا: أن يجمع خبراته وتجربته التعليمية في كتاب شامل، يكون مرجعًا للطلاب والمعلمين، وأن يشارك بهذا العمل يومًا ما في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث تلتقي العقول وتُعرض الأفكار.


رسالة ملهمة


قصة أحمد ليست مجرد رحلة طالب مجتهد، بل رسالة لكل شاب أن العلم يمكن أن يكون ممتعًا إذا قُدّم بروح جديدة، وأن النجاح لا يتطلب سنوات طويلة من الانتظار، بل يبدأ بخطوة صادقة نحو تحقيق الهدف.

وبين مدرجات الأزهر، وفصول الطلاب، وشاشات يوتيوب، يواصل أحمد وائل مصطفى كتابة قصته، التي ربما تلهم جيلًا كاملًا من المعلمين والطلاب معًا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم